كامورانيزي لموقع FIFA.com كرة القدم قاسية جداً


 منذ حوالي ستة عشر عاماً، كان ماورو كامورانيزي لاعباً مغموراً في دوري الدرجة الثانية الأرجنتيني، وأراد أن يشق طريقه في عالم الإحتراف الحقيقي، فلم يجد أمامه إلا السفر ليجرب حظه في ملاعب المكسيك. حينها، لم يكن أحد يتخيل، ولا حتى هو شخصياً، أنه سيعود في يوم من الأيام إلى أرض الوطن حاملاً لقب بطولة العالم. ولدهشة الملايين، كان هذا هو ما حدث، والأكثر من ذلك أنه عندما احتضن الكأس التي يسعى العالم بأسره وراءها، كان يرتدي قميص المنتخب الإيطالي.
ولم يفقد كامورانيزي شيئاً من وهجه وتألقه طوال رحلته التي مر خلالها بأندية سانتوس لاجونا ومونتيفيديو واندررز وبانفيلد وكروز أزول وفيرونا ويوفنتوس وشتوتجارت حتى وصل إلى لانوس. فما زال متمكناً ماهراً شغوفاً باللعبة إلى أبعد الحدود. وبعد أن عاد ليعيش بين أهله في البلد الذي ولد فيه، اقتطع ماورو جزءاً من وقته ليتحدث مع موقع FIFA.com عن كل شيء: الحاضر، ورحيله عن يوفنتوس، وخبراته المونديالية بصحبة الأزوري، ومستقبله كمدير فني.
FIFA.com: ماورو، ما الذي تغير منذ رحيلك عن يوفنتوس حتى عدت في النهاية إلى الأرجنتين؟
كامورانيزي: في العام الماضي، فضلت الذهاب إلى ألمانيا لأنني أردت مواصلة اللعب في أوروبا، وكنت متحمساً للعب في فريق مثل شتوتجارت. بعد كل هذه السنوات في إيطاليا أردت أن أغير الجو، وأن أخوض تحدياً جديداً. كانت فترة وجيزة ولكني ذهبت بحماس كبير. لم أكن أفكر بالعودة إلى بلادي، ولكن هذا الخيار ظهر بعد ذلك واتخذت قراري.
ما الذي أغراك بالانضمام إلى لانوس؟
كان أول فريق يبدي اهتمامه بي في الأرجنتين، وهو نادٍ يبدو كل شيء فيه

إيجابياً وبسيطاً للغاية. كما أنه على المستوى الرياضي فريق قوي وكان في السنوات الأخيرة ينافس على مراكز متقدمة. لقد اقتنعت سريعاً بالإنضمام إليه.
إذا تحدثنا عن مسيرتك، أي الأندية التي مررت بها كان الأفضل؟
يوفنتوس في 2006، عندما كان الفريق يضم 10 من أفضل 30 لاعباً في العالم. إن هذه التجمعات لا تحدث إلا كل 20 سنة، فمن الصعب للغاية العثور على جيل به مثل هذا العدد من اللاعبين الممتازين وفي فريق واحد. من بين اللاعبين الخمسة عشر الذين كانوا معنا، كان هناك 11 لاعباً يحملون شارات القيادة في منتخباتهم. لكن ما يدعو للأسف هو أننا لم نتمكن من تحقيق أي إنجاز على المستوى الأوروبي...


قضيت سبع سنوات رائعة مع المنتخب الإيطالي سواء على المستوى الإنساني أو المستوى الرياضي. سأظل ممتناً إلى الأبد.

ماورو كامورانيزي

هل تشتاق لإيطاليا؟
أحياناً تنتابني رغبة في العودة، هذا صحيح. أملك منزلي الذي عشت فيه هناك سنوات عديدة. وما يخفف عني قليلاً هو أنني خلال هذه الشهور الأولى لي في الأرجنتين أعيش كل هذه الأشياء الجديدة التي لم أمر بها منذ وقت طويل. لكني بين الحين والآخر أجدني أشعر بالحنين لمنزلي وأصدقائي وبعض العادات التي ألفتها. أحياناً يتملكني هذا الشعور.
ما هو تقييمك لخروجك من يوفنتوس؟
لم يكن جيداً. إنني ممتن للنادي، وآخر ما كنت أريده هو أن أتسبب في أية مشاكل من شأنها أن تعكر صفو هذا الوقت الجميل الذي قضيته هناك. لكن الخروج من النادي لم يكن جيداً لي ولزملاء آخرين. كان كل شيء غريباً إلى حد ما، وبشيء من الدعم من جانب النادي. يمكننا القول بأننا اضطررنا للمغادرة من الباب الخلفي.
عندما حزمت أمتعتك مغادراً الأرجنتين، هل كنت تتخيل أنك قد تعود يوماً ما بطلاً للعالم؟
لا! فإذا كان ذلك هو الحلم الذي يسعى الكل لتحقيقه، فإنه يبقى مجرد حلم للكثيرين، ولا يتمكن من تحويله إلى واقع إلا قليلون. إذا كان لي أن أفكر بشيء كهذا، كنت لأفكر بإمكانية العودة للديار بشيء ما ذي قيمة، أليس كذلك؟ (يبتسم) لكنه لم يكن شيئاً سهلاً...لقد سنحت لي الفرصة وقمت باستغلالها. قضيت سبع سنوات رائعة مع المنتخب الإيطالي سواء على المستوى الإنساني أو المستوى الرياضي. سأظل ممتناً إلى الأبد.
في ألمانيا 2006 وجنوب أفريقيا 2010، هل كنت تحرص على متابعة أداء منتخب الأرجنتين؟
نعم، بالطبع. عندما يكون المرء هناك فإنه يتابع كل شيء. وخاصة في ألمانيا، حيث كنا على وشك أن نلتقي وجهاً لوجه. فلو تغلبت الأرجنتين على ألمانيا في دور الثمانية، لكانت هي خصمنا في نصف النهائي. ومن وجهة النظر الرياضية، كان من الجيد ألا نلعب ضدها، لأن الأرجنتين كانت أقدر من ألمانيا على تصعيب مهمتنا. فبالنظر لنوعية لعبها، كانت مواجهتها ستكون أصعب من مواجهة أي فريق أوروبي. كان منتخب ألمانيا أكثر تنظيماً، في حين كان منتخب الأرجنتين يضم اثنين أو ثلاثة من أصحاب المواهب القادرين على قلب الموازين بأفعال غير متوقعة.
فلنتحدث عن نهائي 2006، ما هي أول ذكرى تخطر على بالك من تلك الليلة؟     
عندما بدأ الوقت الإضافي، كنت جالساً على دكة البدلاء يلتهمني القلق. لأننا كان يجب أن ننتظر نصف ساعة أخرى لنعرف مصيرنا في ذلك النهائي. أذكر الكأس وهي موضوعة هناك أمامنا، والشباب يلعبون...
هل تكون المهمة أصعب عندما تكون الكأس قريبة للغاية هكذا أثناء لعب المباراة النهائية؟
نعم، يكون الأمر رهيباً. وفي هذا تكون كرة القدم قاسية جداً. فمن يفوز يبلغ ذروة المجد، أما من يخسر...فلا ينال شيئاً! وقد مررت بهذه التجربة في نهائي دوري الأبطال، عندما فاز ميلان علينا بالركلات الترجيحية. كان كل المجد من نصيبهم، إذ لعبوا في كأس العالم للأندية وفي كأس السوبر الأوروبية. أما نحن، فقد خسرنا بركلات الترجيح ولم نحصل على شيء. في ذلك الوقت، يكون الفرق كبيراً بين الفائز والخاسر، بينما لا يكون الأمر كذلك على أرض الملعب.
مثلما حدث مع زين الدين زيدان وهو يغادر الملعب، ماراً إلى جوار الكأس، بعد أن تلقى البطاقة الحمراء..
بالتأكيد...كانت تلك هي الذكرى الخالدة من تلك البطولة. وفي نظري أنا كلاعب كرة قدم، آلمني أن يعتزل. كان لاعباً غير عادي، وكان الأفضل في ذلك الوقت. وقد أثبت في تلك البطولة أنه كان الأفضل. كان كل شيء ليختلف لو كان قد لعب للنهاية، أليس كذلك؟ إنها فاجعة حقيقية، لكنه مع ذلك لا ينبغي أن يأسى لها. فلا ينبغي أن ينسى الناس كم كان لاعباً عظيماً حينذاك. ومن يحب كرة القدم حقاً ويعشقها يجب أن يتذكر باقي ما فعله، بما فيه ما فعله في تلك المباراة. أما ما عدا ذلك فيأتي في مرتبة أدنى.
بحكم أنك كنت زميله، هل ماتيرازي خشن بالفعل كما يبدو؟
لا، إن ماركو رجل طيب! وأنا على يقين من أننا كلنا عندما ننزل أرض الملعب تكون شخصيتنا مختلفة تماماً عما تكون عليه خارج الملعب. ولا يتفق معي البعض في ذلك، لكني أعتقد أن في الميدان تظهر لدينا أشياء لا نراها في أي مكان آخر. وما دام المرء يلعب في الإطار المسموح به قانوناً، يكون كل شيء مباحاً. هكذا يكون الأمر، شئت أم أبيت.
فلننتقل عبر الزمن لمسافة أربع سنوات لاحقة، ما الذي حدث لإيطاليا في جنوب أفريقيا؟
كانت بطولة حزينة بالنسبة لنا، بطولة غريبة. وصل إليها كثير منا بعد أن صار أكبر مما كان في 2006 بأربع سنوات ومحملاً ببعض المشاكل. لكن بخلاف تلك السنوات الأربع، كان لدينا فريق شاب عديم خبرة. فالبعض لم يكن قد خاض مع المنتخب أكثر من عشر مباريات، وهذا قليل على المستوى الدولي. ونحن بالتأكيد لم نظهر بمستوى أفضل من منافسينا في أية لحظة من المنافسات، وكان من الطبيعي أن ندفع الثمن. خرجنا من البطولة آسفين حزينين، ولكننا كنا نعلم أننا نحن المسؤولون عن ذلك...لم يكن من الممكن أن نلوم غيرنا.


لقد استفدت من كل المدربين الذين لعبت تحت إشرافهم. أحترمهم كلهم، وإن كانت لكل منهم أفكاره الخاصة. وقد أعجبت كثيراً باثنين أو ثلاثة منهم، خاصة من حيث طريقتهم في تفسير كرة القدم.

ماورو كامورانيزي

هل تعجبك كرة القدم التي يلعبونها في أوروبا؟
في هذا العام على وجه الخصوص، تراجع مستوى كرة القدم الأوروبية كثيراً، والدوري الإيطالي دليل على ذلك؛ إذ تفتقر لروح المنافسة. فمتصدر الترتيب في إيطاليا اليوم لديه 62 نقطة، وهو عدد من النقاط كان يمكن يصل إليه بالكاد صاحب المركز الثالث أو الرابع منذ سنتين أو ثلاث. إن التوازن يغلب على كل شيء، والمتصدر يخسر مباريات كثيرة...وفي أسبانيا، لا تلعب فرق مثل لا كورونيا وفالنسيا وفياريال وأتليتيكو الدور البارز الذي يليق بها... صحيح أن برشلونة وريال مدريد اعتادا دائماً أن يستأثرا بجل الإهتمام، إلا أن أحد هذه الفرق كان يتقدم من حين إلى آخر ليظهر في الصورة، وهذا لا يحدث الآن. أما كرة القدم الإنجليزية فلم ترقني أبداً، وأقولها بصراحة.
وما السبب؟
لا أعرف، إنها لا تروقني. في أوروبا تثير كرة القدم الإنجليزية جنون الجميع، ربما لأن المنافسة فيها أشد من غيرها، لكنها لا تعجبني. ولكني تفاجأت حقاً بالدوري الألماني، الذي يسوده طابع المنافسة ويمكن لأي فريق أن يفوز على أي فريق. إن أوروبا تبقى بالتأكيد على رأس كرة القدم العالمية، لكنها حالياً تمر بمرحلة إعادة تنظيم واضحة أكثر من أي وقت مضى.
إن رؤيتك تتحدث بهذا الحماس تجعلنا نتوقع رؤيتك تعمل بالتدريب بعد أن تعتزل...
بكل صراحة، إذا توقفت عن لعب كرة القدم ولم أواصل العمل في هذا المجال سيجن جنوني (يضحك). على الأقل هذا ما أفكر به حالياً، فما يشغل ذهني هو البقاء على أرض الملعب. وعند الحديث عن امتهان كرة القدم بعد الإعتزال، لا يكون هناك سوى العمل بالتدريب. هناك مهام أخرى تؤدى في الإدارة والمكاتب، ولكن ذلك في نظري ليس كرة قدم.
كيف سيكون ماورو كامورانيزي كمدرب؟
لقد استفدت من كل المدربين الذين لعبت تحت إشرافهم. أحترمهم كلهم، وإن كانت لكل منهم أفكاره الخاصة. وقد أعجبت كثيراً باثنين أو ثلاثة منهم، خاصة من حيث طريقتهم في تفسير كرة القدم. بعض من دربوني كانوا يرون الأمر كحرب، لكن البعض الآخر أثبت لي أنها لعبة يجب أن نلعب فيها بشكل أفضل من الخصم. وهذا هو ما أفضله، اللعب.
وفي هذا المجال الجديد، هل ترى نفسك كمدرب لإيطاليا أو الأرجنتين؟
ولم لا؟ (يضحك) دائماً يجب أن نضع لأنفسنا أهدافاً، وأنا أطمح لتحقيق أقصى ما يمكن تحقيقه.



معلومة

يوري جاجارين

يوري ألكسيافيتش جاجارين (بالروسية:Юрий Алексеевич Гагарин) رائد فضاء سوفيتي (9 مارس 1934 - 27 مارس 1968) يعتبر جاجارين أول إنسان يتمكن من الطيران إلى الفضاء الخارجي والدوارن حول الأرض في 12-أبريل - 1961 على متن مركبة الفضاء السوفيتية

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Blogger Templates | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة