مشاهدات من حيات بدو الصحراء كما عاشها لورانس العرب


 كان طموح توماس إدوارد لورانس . خريج  جامعة اكسفورد . أن يحفر في خرائب الآثار وأن يكتشف ويدرس تاريخ المدن المنسية  مند زمن طويل . لكن قدر هذا الرجل الذي سيقلب في ما بعد باسم  " لورانس العرب ".
 سيقوده نحو حياة تقاسم جزأ مهما منها مع العرب . كما يروي ذلك زميله " لويل توماس " الذي عمل طويلا إلى جانبه في صحراء الجزيرة العربية  . ونقل في كتاب مشاهدات كثيرة كما عاشها " لورانس العرب " مند قرن تقريبا . 


قبعات وأحذية
إن الجزيرة العربية هي أرض مقلوبة  رأسا على عقب ، إننا نستخدم الملاعق والسكاكين والشوك في أكل طعامنا ، وهم يستخدمون أيديهم في أكل الطعام . وحيث أننا نجلس على موائد  و كراسي  للأكل ، فهم يجلسون على الأرض لأكل الطعام ، وحيث إننا نمتطي الجياد من جهة اليسار ، فإنهم يمتطون الجياد  والجمال من جهة اليمين ، ونحن نقرأ من اليسار إلى اليمين ،  في حين أنهم يقرأون من اليمين إلى اليسار،  وساكن الصحراء يغطي رأسه في الصيف والشتاء على حد سواء ، وغالبا ما تكون قدماه  عاريتين غير محميتين . وحيث إننا نخلع قبعتنا عند دخولنا إلى منزل صديق ،  فإنهم يخلعون أحذيتهم .


جني مشروبات
 وجدنا الرجل التقي بانتظارنا عند بوابة قصره المبني من الطوب ،كان ذا مظهر عربي ممز ، أرشدنا إلى حديقته ، حيث دعينا إلى سلسلة من المشروبات المذهلة لم أر مثلها من قبل ، لقد كانت هناك مشروبات  من كل الأنواع ابتدء من عصيرالرمان ألى عصير البرقوق ، ومن ماء الورد إلى غيره . كانت من جميع الألوان والأشكال من اللون البنفسجي إلى اللون الرمادي الداكن . وقدمت لنا في أنواع متعددة من الأكواب من زجاجية إلى فضية . ولحسن الحظ فقد جرت العادة أن المطلوب هو أخد رشفة واحدة فقط من  كل منها ،  ولو كان الأمر بخلاف ذلك لكانت النتيجة كارثية يعجز عنها الكثيرون .

لابد أنه كان لديه بالتأكيد جني من قصة " ألف ليلة وليلة " يقوم بخلط ومزج المشروبات في قصره . ولم  أدع أبدا لاجتياز مثل هده المحنة بتناول المشروبات كمثل الذي واجهته في هذه الواحة .


أصوات عند شرب الشاي والقهوة
غالبا ما كان الغداء  يتألف من أطباق مثل الزعرور الشوكي المطبوخ ،والعدس، والخبز المخبوز في الرمل و الأرز أو كعكة العسل ، وكنت أتناول الطعام بالملعقة ، مع أن العرب اعتادا استخدام اصابعهم في الأكل وكذلك لورانس ،. وبعد الإنتهاء من الغداء يتيح ذلك وقتا قصيرا من الحديث العام . وفي غضون ذلك تقدم القهوة السادة والشاي المحلى . وأثناء شرب القهوة والشاي يعمد رجال القبائل ألى إصدار أصوات أكثر ما يمكن ، إنها طريقة مؤدبة ليظهروا لمضيفهم أنهم يستمتعون بالمشروب الذي قدمه لمم .

لغة الملائكة
العرب يقسمون بروعة الضياء وهدوء الليل ، هم فخورون جدا بلغتهم ويدعونها <<لغة الملائكة>> فهم يعتقدون أنها لغة أهل الجنة ، وهي واحدة من أصعب اللغات في العالم .
وحسب  طريقتنا في التفكير ، فإن العرب يبدأون من نهاية الجملة ، ويكتبون بعكس الإتجاه من اليمين إلى اليسار . وهم لديهم 450 معنى لـ << الخط >> أو << السطر >> و 822 معنى لكلمة << جمل >> و 1037 معنى لكلمة << سيف >>. فلغتهم مليئة با لألوان . ويسترسل العرب في كتاباتهم بمزاج رائع .


شرب الماء المخزن في معدة الجمل بلون وطعم الإخضرار
الجمال يمكنها أنتظل فترات طويلة من دون ماء، فهي عندما تشرب فإنها تغب كثيرا من الماء وتخزنه من أجل  أوقات العطش . وتستغرق الجمال نصف ساعة لسقايتها . وكل جمل يمكنه أن يخزن في معدته عشرين جالونا من الماء . ويبدو الأمر مثيرا عندما يعاني المرء من العطش في الصحراء بينما يسمع جمله في نفس الوقت يجتر احتياطي الماء من داخل جسمه . وعندما يصبح الأمر كذلك ،  فإن العرب يقتلون جملهم ويشربون الماء المخزون في معدته ، ويكون الماء داخل معدته مخضر الـلون ، وله طعم أو مذاق الاخضرار. بيد أن الإنسان في مثل هده الحالة لا يمكنه أن يكون شديد الحساسية جدا حتى لا يهلك من العطش . ويبدو أن الجمل يعيش على سنامه ، وإدا عمل وأجهد فأن سنامه يختفي تدريجيا .
ويعلم العرب دابته ألا تئن أو تصدر  صوتا ، ويمكن لقافلة كاملة أن تمر على بعد عشرين ياردة من خيمة ما من دون أن تسمع من قبل ساكينها .


خيول تأكل لحم المعز وتشرب لبن الناقة
يزيت العرب حوافر جيادهم ليحفظوها من الانزلاق على الرمل الحارة . ويطعمونها لحم الماعز لمنحها قوة مستمرة ، ونادرا ما يقدمون لها  كل ما ترغب فيه من ماء للشرب ،  ويقترون عليها  الماء وهي مُهور بشكل مستمر ،  بحيث يمكن أن تصبح متعودة على العطش ما أمكن عند اجتيازها المناطق الجافة في الصحراء  العربية ، فالعديد من آبار المياه في الصحراء غالبا ما تكون على مسافة خمسة أيام من المسير ، والفرس لا يمكنه تحمل مثل هذه المدة الطويلة من دون ماء ، ولذلك فإن الجواد العربي ينبغي أن يسير ويسافر جنبا  إلى جنب مع الناقة وأن يشرب حليبها ،وبتلك الطريقة يستطيع أن يتحمل المسافة ما بين مصدر ماء وآخر .


توبيخ  الظمير بواسطة خنجر صغير
كان العقاب على الأخطاء  التي يقترفها أعضاء مجموعة حراس لورانس صعبا . فلقد كان من النادر أن يتم سجن العربي البدوي . كما أنه لم يكن يعبأ بكلمات التأنيب و التوبيخ . وربما كان توبيخ الضمير حلا أكثر فعالية.  وكان الشكل اشائع للعقاب بين البدو هوقدف  أو رمي خنجر قصير  على رأس الرجل المذنب ، بحيث يخترق شعره ويسبب له جرحا سطحيا لكنه مؤلم .
والبدو الذين كانوا يشعرون بالذنب أحيانا كانوا يجرحون أنفسهم بمثل هذه الطريقة ، ومن ثم يطلبون السماح والصفح من الأشخاص الذين أساؤوا إليهم والـدم ينصب على وجوههم .

بنادق تُنظف بزيت الخنزير
كان البدو يرفضون تنظيف بنادقهم بزيت الخنزير ، لأن الدين الإسلامي يحرم ذلك ويعتبر الخنزير نسجا ، لذلك كان لورانس يقوم هو بنفسه بتنظيف جميع البنادق لذى الجيش العربي ،  أو يقدم بنادق لا تحتاج إلى تنظيف، وقد حل هذه المشكلة بتجهيزهم ببنادق من النيكل و الفولاذ ، وكان يمكن لتلك البناذق أن تستعمل سنة كاملة بدون أن تنظف.


أحكام مرتبطة بأوقات حدوث الإغتصاب
في بعض أجزاء الصحراء يوجد هنالك قانون غير مدون يقول إنه إذا ما اغتصبت فتاة من قبل رجل ما بين شروق الشمس والظهر ، فيجب أن يجلد  الرجل بقسوة ، وإذا ما فعل ذلك ما بين الظهر و غروب الشمس فإنه يغرب فحسب ،  وإذا ما فعل ذلك خلال الليل عندما عندما يفترض أن يكون الجميع في خيمتهم تحت حماية أسرهم ، فإن الرجل لن يخضع لأي عقاب .


سورة قرآنية للإستشفاء من لذغ الأفاعي
كلما أراد لورانس ورجاله استكشاف وجود الأفاعي و الليل ، فإنهم يفتشون عنها في أحديتهم ، كما يكونون واعين جدا وحذرين في أن يضربوا كل شبر في الأرض ويزيلو كل شجيرة أمامهم ، لإزالة خطر الأفاعي منها ، وإذا ما لذغ البدوي من قبل أفعى فإن أصدقاءه يقرأون عليه سورا معينة من القرآن .
وإذا ما صادف واختروا السور والأيات والأيات الوافية لهذا الغرض ، فإنه يشفى وتكتب له الحياة . ولكن إذا لم ثكن لذيهم نسخة من القرآن فإن حظ هذا الملذوغ  يكون سيئا  واحتمال موته يكون كبيرا . ومع أن العرب كانوا يعرفون أن لورانس مسيحي ، إلا أنه عندما حاز على ثقتهم ،فغالبا ما كانوا يدعونه ليصلي معهم.


نساء يعقبن على حديث الرجال من وراء  ستا خفيف
عندما كنا نجلس جنبا إلى جنب مع الرجال البدو في الجناح المخصص للرجال الذي يفصله غطاء رقيق عن جناح النساء في بيت الشعر لشيخ القبيلة ، ونتحدث عن العادات والتقاليد الغربية ، مثل أن النساء في الغرب يتمشين بشوارع المدن وهم سافرات بدون غطاء رأس أو نقاب ، أو يحضرن مسرحية برفقة أصدقائهن من الرجال ، أو يلعبن الكولف ، كانت نساء الشيخ يرفعن رؤوسهن من فوق الغطاء ويبدين رأيهن بقولهن : << كم هذا شيئ مقرف ولا أخلاقي >>. وقد كان الكولونيل لورانس يتجنب التحدث بحرية عن النساء .

معلومة

يوري جاجارين

يوري ألكسيافيتش جاجارين (بالروسية:Юрий Алексеевич Гагарин) رائد فضاء سوفيتي (9 مارس 1934 - 27 مارس 1968) يعتبر جاجارين أول إنسان يتمكن من الطيران إلى الفضاء الخارجي والدوارن حول الأرض في 12-أبريل - 1961 على متن مركبة الفضاء السوفيتية

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Blogger Templates | تعريب وتطوير : قوالب بلوجر معربة