الحسن التاني للقذافي : أنت زنديق

طاف على الكعبة باكتاب الأخضر وأخرج مسدسه في قمة عربية وحاول إرسال طائرة محملة بالجنود والسلاح للمغرب  إبان المحاولة الإنقلابية ومول ودرب المعارضة المغربية  وسلحة البوليسا ريو ...........وقراءة ممتعة.
عندما يكون الحاكم مخبولا ، فكم سيحتاج من الدماء ليرحل ؟ هذا هو المخاض العسير الذي يعيشه الشعب الليبي بدما قرر ثروته وحرر مدنه ، ولاكن معمر القذافي بكل سورياليته وأسرته التي آمنت أن ليبيا مزرعتها لا يريد أن يتنزال إلا بعد أن يَقتل ما استطاع إليه سبيلا من شعبه .
في المغرب ، كانت للملك الراحل الحسن التاني رحمه الله حكايات مع جنون هذا العقيد مند أن أطاح بملكية السنوسي إلى حدود ما قبل الثورة ، و في هذا الملف الذي نستلهمه  من الأحدات الأليمة بليبيا الجريحة  ، نعود إلى علاقة القذافي  بالمملكة ، فهو طار فرحا إبَّان المحاولة الإنقلابية الأولى على الحسن التاني سنة 1971 ، وأصدر بلاغات تأييد <<الثورة>> المغربية والضباط الأحرار! وإذا كان في أول قمة يستدعى لها بالرباط قد رفض مصافحة الجينرال أوفقير ، فإنه خلال المحاولة الإنقلابية الثانية لسنة 1972 سيجعل من أوفقير بطلا ثوريا .
أوى القذافي المعارضة المغربية وفتح إذاعة لرفاق الراحل محمد الفقيه البصري ،  وموّل قبل هذا البوليساريو وسلحهم وحارب من خلالهم المغرب إلى أن وصلوا ألى مدينة طان طان !
الحسن التاني قال عنه بكل بساطة إنه زنديق ،وموّل معارضته في الخارج وخطط للإطاحة بنظامه ، إنه تاريخ ثوري مع مغرب كان يعتقد العقيد أن طبيعة نظامه تجعله رجعيا من الأساس .
واليوم، بعد 42 سنة من الجنون السياسي ، نرى عقيدا مريضا بجنون العضمة يعتقد أنه مجد ليبيا والعالم ، ولم تبق بينه وبين الفراعنة إلا شعرة حتى ينازع مالك الملك في ألوهيته ، ألم يصبح ملك ملوك إفريقيا ! صفحة من الماضي  تدل على بشاعة الحاضر .

حينما وصف الحسن الثاني الزعيم الليبي بالزنديق

ظل الملك الحسن التاني سيد جل اللقاأت الصحافية التي عقدها ، خصوصا مع وسائل الإعلام الفرنسية التي كان يفضل أن يمرر من خلالها أفكاره ووجهات نظره في عدد من القضايا الدولية والوطنية . لقد كانت جرأته وقدرته على الرد ، بالإضافة إلى تحكمه في أدوات اللغة الفرنسية التي كانت تسعفه أكثر، هي التي تساعفه على كسب رهان الندوات والإستجوابات الصحافية التي لا يعتمد فيها إلا على داكرته وهو يتناول قضايا حقوق الإنسان في المغرب ، والخلاف حول الصحراء، والعلاقة مع الجزائر .أو قضايا الأمة العربية أو القارة الإفريقية وتحديدا مع قائد الثورة الليبية العقيد القذافي .
غير أن ندوات الحسن التاني  الصحافية كشفت كيف إنه ظل يغير مواقفه بدرجة عالية من فترة لأخرى ، ومن استجواب صحافي لآخر .كما ظل يرفض التدخل في قضايا المغرب ومشاكله الخاصة . بل إنه لم يكن يتردد في رفض الجواب على أسئلة بعينها اعتبرها مستفزة أو أنها تحاول أن تضعه في موقف إحراج ، خصوصا حينما يتعلق الأمر بملف الإعتقال السياسي ، الذي كان بالنسبة للملك الراحل قضية مفتعلة ، ولا يوجد، بحسبه ، أي معتقل سياسي بالمفرب .
نظرات الملك الراحل وهو يرد على مستجوبيه كانت تكشف عن قوة الشخصية ومعرفتها بجل الملفات. لذلك ظل يوظف في ردوده التاريخ و الفلسفة والإقتصاد لدرجة يخيل للمتتبع أنه أمام شخصية من طراز خاص مملة بكل شيئ،  على الرغم من أنه كان يفضل ألا يعتمد على أية وتيقة .فوثائقه هي ذاكرته.
جلسات الملك الراحل تكشف الكثير من القراأت . إنه رجل عصري بلباس يستمد من أخر صيحات الموضة. إسورة الذهب تطوق يده .والخاتم البلوري في أصبعي يده . وهو أيضا رجل دين باعتباره أميرا للمؤمنين. لذلك ظل يحافظ على السبحة المحيطة بمعصمه.
ظلت مواقف الحسن الثاني  من القائد الليبي معمر القذافي متبانية من استجواب صحافي الآخر. فهو تارة منحرف، وأخرى فاسق .
وهو تارة وفي ولا يتراجع عن عهوده!
لقد كان الحسن الثاني يرى إن معمر القذافي هو من كان وراء خلق جبهة البوليساريو ، قبل أن تتبناها الجزائر . لذلك فهو منحرف خصوصا في علاقته بالدين ،ومن الأمثلة التي ساقها الملك الراحل في إحدى الإستجوابات سنة 1982 قوله : << إن رئيس ليبيا كان يطوف حول الكعبة والكتاب الأخضر بين  يديه . كما أنه ظل يمشي بين الصفا والمروة في الحرم المكي وهو يردد بعض الشعارات التي ضمها كتابه الأخضر. لذلك فهو ـ بحسب الملك الراحل ـ زنديق لأنه أراد أن يغير كتاب الله في أقدس مكان وهو مكة المكرمة ،بكتاب وضعه بنفسه >>

Posted in: سياسة